-->
29332876130801300
recent
جديــــد

مقال حول الهجرة، أسبابها وأنواعها

الخط

         لا يختلف إثنان على كون الهجرة أحد أهم الموضوعات الجغرافية حاليا، وذلك لما لها من تأثير على البلدان المهاجر منها والمهاجر إليها، بل وعلى المهاجريين، وقد حظيت هذه الظاهرة باهتمام كبير من قبل الجغرافيين، بل وأصبحت موضوعا سياسيا أكتر منه جغرافيا، خاصة في ما يتعلق بالهجرة السرية.
            والهجرة كما هو معلوم: انتقال فرد أو مجموعة من الأفراد من مكان إقامتهم إلى مكان أخر، تحت تأثير مجموعة من العوامل، لعل أهمها الرغبة في تحسين مستوى العيش، وفي الحقيقة، يصعب حصر الأسباب المؤدية للهجرة، فمنها ما يتعلق بالجانب الطبيعي، كحدوث الجفاف والتغيرات المناخية، وما يترتب عنها من نتائج تجعل عيش الإنسان في مكان إقامته صعبا، ما يدفعه للهجرة، ومنها كذلك ما يتعلق بالجانب السياسي، كالحروب الأهلية والاضطرابات السياسية، ولعل أبرز مثال على هذا، ما يحدث الأن في سوريا واليمن... حيت دفعت الحرب أهالي هذه البلدان إلى النزوح هربا من ويلاتها.
             وعند حديثنا عن أنواع الهجرة، فإن أول شيء يتبادر إلى أذهاننا هو الهجرة الداخلية ونظيرتها الخارجية، حيت أن الأولى تتم داخل البلد، وأكترها شيوعا انتقال الأفراد من الأرياف نحو المدن، وهو ما يسمى "بالنزوح الريفي"، أما الثانية، فهي التي يغادر فيها المهاجر الحدود السياسية لبلده، وتكون أكتر تعقيدا، لأن المهاجر ينتقل إلى بلد أخر مختلف اللغة، الدين، والثقافة.
كما يمكننا أن نميز بين الهجرة الموسمية، والتي ترتبط عادة بمواسم العمل، والهجرة الدائمة حيت يقرر المهاجر عدم العودة إلى وطنه الأم.
             ويطرح بعض الجغرافيون مسألة الهجرة حسب الرغبة، وهذا ما أشار إليه الدكتور أحمد سعيد في كتابه "مقدمة في الجغرافية البشرية"، حيت ميز بين نوعين من الهجرة في هذا الجانب: الهجرة الإرادية، ومعناها أن المهاجر يقرر مغادرة مكان إقامته بمحض إرادته، والهجرة القسرية، ويقول الدكتور عنها في كتابه "مفهوم الهجرة القسرية يعد أكتر أنواع الهجرة إرباكا وإزعاجا للأفراد والجماعات التي تتعرض لفعل التهجير".
               على العموم، تبقى الهجرة من أهم الظواهر كونها تجمع بين ما هو جغرافي متعلق بانتقال الأفراد من مكان إلى أخر، وما هو سياسي، وما تطرحه من تحديات على هذا المستوى، وكذا ما هو اجتماعي لأن العنصر الأهم في الهجرة هو الإنسان، ما يمكن الإشارة إليه أن الهجرة ليست مشكلا بالأساس كما يظهر، بل إنها حل لجملة من المشاكل، إن تم إخضاعها لإطار قانوني، يعطي الأهمية الكبرى للمهاجر مهما اختلف دينه، لونه، لغته، وجنسه.
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

نشكرك على مشاركتك في التعليق على هذا الموضوع

نموذج الاتصال
الاسمبريد إلكترونيرسالة