-->
29332876130801300
recent
جديــــد

المشاكل التي تواجهها التربة

الخط
 التربة في العالم العربي تعاني مشاكل عدة مثل ما تعانيه ترب بقية بلدان العالم الواقعة على نفس خطوط العرض ويسود بها نفس المناخ ومن أهم هذه المشاكل نذكر أربعة منها هي : الانجراف، الاستنزاف ، التصحر، التلوث.

- الانجراف
  الانجراف هو تخريب للتربة وإتلافها وتشويهها بالأخاديد ونقلها أو تحريكها من مكان تهيئتها إلى مكان آخر يختلف بعدا، وإفقادها لتطورها وخصوبتها. وهناك عوامل عديدة تتحكم في الانجراف أو التعرية أو كما يسميها البعض بالسحل. ومن أهم هذه العوامل نذكر المناخ والانحدار أو التضاريس ونوع الصخر عامة ثم الغطاء النباتي.
أ-دور المناخ في التعرية :
التساقط : يعد التساقط من أهم العوامل المناخية للتعرية لهذا اعتمد عليه بعض الباحثين في تقويم وتقدير كمية الأتربة التي تجرفها المياه سنويا. ولا يتحكم التساقط في هذه الكمية فقط ولكن أيضا في سرعة حدوثها. فهناك ارتباط وثيق بين نظام التساقط ودته من جهة وسرعة التعرية من جهة أخرى.
فمعظم التساقط في البلدان العربية من نوع الأمطار، ولا تنزل الثلوج إلا نادرا أو في مساحات محدودة كالجبال الشاهقة مثلا، ولمدة محدودة من الزمن ، لا تدوم أكثر من أسبوع في الغالب وبذلك فإن ما تقوم به من تعرية فهي محدودة للغاية.
ثم أن نظام الأمطار في البلدان العربية يتصف بالفصلية، فالسنة تقسم الى فصلين أحدهما مطير والآخر جاف. والفصل المطير تنزل أمطاره في أيام معدودة من شهور قليلة قد لا تتجاوز الأربعة أو الخمسة شهور التي تتلقى في بعض الأحيان ثلاثة أرباع المجموع السنوي للتساقط ثم أن هي نزلت قد لا تدوم إلا بعض الساعات من اليوم وقد يكون في شكل سيول جارفة تتعدى 30 مم في اليوم، وربما بلغت هذه الكمية في الساعة الواحدة، وقد دلت الإحصائيات للأمطار السيلية أن خمس الكمية النازلة في الفصل الممطر تنزل في شكل أمطار سيلية، أي يربو معدلها اليومي عن 30 مم . وتقل الأمطار كما، وتختلف كيفا كلما توغلنا داخل البلدان العربية.
أما فصل الصيف فيعمل الجفاف وما يرتبط به من حرارة ورياح ساخنة على تشقق الصخور وتفككها وتهيئة الرواسب وتجفيف التربة وتحضيرها حتي تصبح سهلة النقل في فصل الشتاء.
كما تساعد الشقوق والشروخ التي يحدثها الجفاف الصيفي على توجيه وتسهيل الجريان السطحي والداخلي، وتبليل الآفاق، ومساعدة الانزلاقات والانجرافات أو التعرية المائية بصفة عامة، سواء كانت تناثرية أو غطائية أو جدولية أو خدودية.
وقد أدى اختلاف كميات التساقط وذبذباتها الى ذبذبة الجريان والانصباب اليومي والشهري والسنوي . فمثلا الانصباب السنوي لوادي الحمام بالجزائر عند سد بوحنيفية قد سجل سنة 1948 ما يقرب من 166 هكتو متر مكعب وهو ضعف ما سجله سنة 1947الذي حسب فيه الانصباب بما يقرب من 83 هكتومتر مكعب . أما الانصباب الأقصى الذي لوحظ لسنة 1948 فقد بلغ 1500 م3 وهو أكب بأربعين مرة مما سجله في سنة1947. وبصفة عامة ودون أن ندخل في التفاصيل يمكننا القول أن جريان الأودية في البلدان العربية شديد الذبذبة كما وكيفا، وزمنا، إذا علمنا هذا أدركنا مدى فعالية الأمطار والجريان على التعرية في الوطن العربي، فمياه الأودية قلما كانت صافية، وتسجل لها فيضانات عديدة أثناء الفصل المطير، وقد لا تدوم هذه الفيضانات إلا لحظات معدودة. لكن أخطارها كبيرة، حيث تجرف آلاف الأمتار المكعبة من الأتربة لتلقى بها في المنخفضات، أو تملأ بها قاع السدود، أو تنقلها الى البحر. وقد دلت القياسات أن سد فرجوج بالجزائر ينقل اليه وادي الحمام معدلا سنويا يقرب من 500 ألف متر مكعب من الأتربة أو الوحل الذي يتشكل من طين وطمي ورمال. وحسب الدراسات التي قام بها العديد من الخبراء على التعرية في الجزائر فقد قدرت التربة المنقولة سنويا بحوالي40 ألف هكتار تفقدها الأراضي الفلاحية.
المصدر: موقع الجغرافيا التطبيقية


ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

نشكرك على مشاركتك في التعليق على هذا الموضوع

نموذج الاتصال
الاسمبريد إلكترونيرسالة